قصة أشهر صورة على مواقع التواصل: اكتشاف سر إلقاء الغنم في المياه
يقف على بر نهر النيل مرتديًا جلبابه وعمامته المعتادة، ممسكًا بحَمَل (صغير الخروف) لا تزال فروته ضعيفة لا تقيه شر أشعة الشمس، ومن ثم ألقاه في الماء تخفيفًا عنه، وهنا كانت عدسة الشاب أحمد منصور حاضرة لالتقاط تلك اللحظة.
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة لرجل يلقي بخروف صغير في نهر النيل، ومن واعز الفكاهة تحولت اللقطة إلى «كوميك» للتهكم على مختلف المواقف التي يواجهونها يوميًا، حتى لقيت رواجًا فوجئ به «منصور».
يقول صاحب الـ25 عامًا إنه اعتاد على رؤية رعاة الغنم في طريقه خلال ذهابه إلى الكلية في الإسكندرية، وسعى إلى قضاء يوم معهم لتصويرهم عن طريق كاميرا هاتفه المحمول كما هي العادة، لكن فوجئ باختفائهم حتى بدأ في البحث عنهم.
وبالفعل، تعرف «منصور» على مكان رعاة الغنم بعد استفساره من أحد المقربين منهم، لكنه فوجئ بعدم تواجدهم في الموقع المحدد، ليصاب ابن محافظة البحيرة بحزن شديد، إلى أن حدثت المفاجأة في طريق عودته.
قبل وصول «منصور» إلى قريته درشابة في البحيرة، عثر مصادفةً على رعاة الغنم، ليضطر إلى النزول من الميكروباص ويعود إليهم سريعًا، ومن ثم تعرف عليهم وقضى معهم يومًا التقط فيه عددًا من الصور.
وعن اللقطة التي لقيت تفاعلًا واسعًا عبر مواقع التواصل، يكشف «منصور» أن الرجل، الظاهر في الصورة، هدف إلى حماية صغار الخراف من أشعة الشمس، لأن فروتهم في الشهور الأولى تكن ضعيفة، وعليه يضعهم في الماء حتى يسبحوا لفترة: «بيرطب عليهم، هما كانوا مبسوطين وبيعرفوا يعوموا».
بدأ «منصور» التصوير منذ عام، معتمدًا في ذلك على كاميرا هاتفه المحمول فقط، ملتقطًا من خلالها عدد من الصور في الشارع، لكن استمر قدمًا في نشاطه نتيجة تشجيع تلقاه في «جروب» عبر «فيس بوك» خاص بالتصوير.
طور «منصور» من نفسه عن طريق البحث عبر الإنترنت، فيما يفضل التصوير في الشوارع، لأن لقطاتها «حية»على حد قوله، كما يحب «البورتريه» لأنها تظهر تفاصيل الوجه، كنظرة العين وغيرها.
يتمنى «منصور»، وهو طالب في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، شراء كاميرا تصوير لاستكمال نشاطه، ومن ثم يسافر إلى مختلف دول العالم لتسجيل مختلف اللقطات بعدسته: «صوري لما بتوصل للناس وأسمع رأيهم بفرح، وبعضها بتوصل لأصحابها وبينبسطوا جدًا، بحس إني عملت إنجاز».