أكثر 10 وظائف مهددة بفعل الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي هو مجال علمي يهدف إلى تطوير آلات وبرامج قادرة على تنفيذ مهام تتطلب ذكاءً بشريًا. هذا يشمل القدرة على التعلم والاستنتاج والإبداع والتواصل والتعاون. في السنوات الأخيرة، شهدنا تقدمًا هائلًا في هذا المجال، مما أدى إلى تطبيقات عديدة في مختلف المجالات مثل الصحة والتعليم والترفيه والأمن والصناعة.
ولكن مع كل هذه الفوائد، يأتي أيضًا تحدي كبير: كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على سوق العمل؟ هل سيحل محل البشر في بعض الوظائف؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما هي الوظائف التي ستختفي بفعل الذكاء الاصطناعي؟
في هذه المقالة، سنستعرض أكثر 10 وظائف مهددة بشكل كبير بسبب التطورات في الذكاء الاصطناعي. هذه الوظائف هي:
1. إدخال البيانات
الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يقوم بإدخال ومعالجة وتحليل البيانات بشكل أسرع وأدق من العاملين البشريين. كما يمكنه أن يتعلم من التجارب السابقة ويحسن من أدائه باستمرار. إدخال البيانات هو عمل روتيني ومتكرر يتطلب قليلًا من المهارات أو الإبداع، ولذلك فهو عرضة للأتمتة بواسطة خوارزميات الذكاء الاصطناعي. لهذا السبب، يجب على الأشخاص الذين يعملون في هذا المجال أن يحدثوا مهاراتهم ويتعلموا مهارات جديدة تزيد من قيمتهم في سوق العمل.
2. صرافي البنك
فالذكاء الاصطناعي يمكنه أن يحسب ويتحقق ويحلل البيانات بسرعة ودقة عالية، وأن يتواصل مع العملاء بلغات مختلفة وبطريقة مهذبة ومحترفة. كما يمكنه أن يتعرف على الوجوه والبصمات والأصوات للتحقق من هوية العميل ومنع عمليات الاحتيال. وبالتالي، فإن صرافي البنك قد يصبحون غير ضروريين في ظل تطور التكنولوجيا وزيادة استخدام الخدمات المصرفية عبر الإنترنت والهاتف المحمول. وهذا قد يؤثر سلبا على فرص العمل والدخل لآلاف من الأشخاص الذين يعتمدون على هذه الوظيفة.
3. سائقو السيارات والحافلات والشاحنات
مع ظهور السيارات ذاتية القيادة، التي تستخدم أنظمة مستشعرات وكاميرات وخوارزميات للتحكم في حركة المرور والسلامة، قد لا يكون هناك حاجة لسائقين بشر في المستقبل. هذه التقنية قد تقلل من حوادث المرور وانبعاثات الكربون وتحسن من كفاءة النقل.
4. المترجمون والمدققون اللغويون
الذكاء الاصطناعي قد أحدث تطورًا كبيرًا في مجال الترجمة الآلية والتصحيح الإملائي والنحوي، وأصبح بإمكانه ترجمة ملايين الكلمات في ثوانٍ وبدقة مقبولة، وكذلك تصحيح الأخطاء الشائعة في الكتابة.
لكن هذا لا يعني أن المترجمين والمدققين اللغويين سيفقدون أهميتهم أو سيصبحون عاطلين عن العمل، فالذكاء الاصطناعي لا يزال بعيدًا عن مستوى الذكاء البشري في فهم السياقات والدلالات والمعاني المجازية والثقافية للغات، ولا يستطيع التعامل مع التحديات المتعلقة بالتخصصات والأساليب والأغراض المختلفة للترجمة.
إذًا، فإن دور المترجمين والمدققين اللغويين لا يزال حيويًا في ضمان جودة الترجمة والكتابة، وفي إثراء المحتوى بالإبداع والأصالة، وفي تسهيل التواصل والتفاهم بين الشعوب والثقافات. بل إن الذكاء الاصطناعي قد يكون حليفًا لهم في تسريع عملهم وزيادة إنتاجيتهم، إذا استخدموه بشكل صحيح وذكي.
5. قطاع الوجبات السريعة
من القطاعات التي تواجه تهديداً كبيراً من الذكاء الاصطناعي، فهذه التقنية تستطيع أن تحل محل العمالة البشرية في مجالات مثل الطهي والتقديم والتوصيل والخدمة الذاتية. وفقاً لدراسة أجرتها شركة ماكنزي، فإن حوالي 73% من الأنشطة التي يقوم بها العاملون في قطاع الوجبات السريعة يمكن أن تؤتمت بواسطة الذكاء الاصطناعي، مما يعني أن ملايين الوظائف ستختفي في المستقبل القريب. ولكن هذا لا يعني أن قطاع الوجبات السريعة سيصبح خالياً من البشر تماماً، فهناك بعض المهارات والقدرات التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحاكيها أو يحل محلها، مثل الإبداع والتفاعل والتعاطف والحل المشكلات. لذلك، على العاملين في هذا القطاع أن يتأهبوا للتغيرات التي ستحدث في سوق العمل، وأن يحسِّنوا مهاراتهم ومؤهلاتهم وخبراتهم لمواجهة التحديات المستقبلية.
6. المحاسبون والمراجعون
يمكن للأنظمة الذكية أن تقوم بإجراء العمليات المالية والحسابية والتدقيقية بسرعة ودقة أكبر من البشر. وفقًا لتقرير من مؤسسة McKinsey، يمكن للأتمتة استبدال أكثر من 50% من أنشطة العمل في القطاعات التي تتضمن العديد من المهام الروتينية، مثل التصنيع. وهذا يعني أن المحاسبين والمراجعين سيحتاجون إلى تطوير مهارات جديدة وإضافة قيمة مميزة لعملائهم وصاحب العمل. كما يشير تقرير آخر من Coursera إلى أن الذكاء الاصطناعي سيفتح فرصًا جديدة للوظائف التي تتطلب إبداعًا وتحليلًا واتخاذ قرارات. وبالتالي، فإن المحاسبين والمراجعين يمكنهم استغلال هذه الفرص لتحسين مهاراتهم وتوسيع نطاق خدماتهم وزيادة دخلهم.
7. المصورون
من المتوقع أن تكون وظيفة المصور من بين الوظائف التي ستختفي بفعل الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب. فالذكاء الاصطناعي يمكنه أن يلتقط صوراً عالية الجودة ويعدلها ويحسنها بشكل أفضل من الإنسان. كما يمكنه أن يستخدم خوارزميات متطورة لإنشاء صور جديدة أو مزج صور مختلفة بطرق إبداعية. وبالتالي، قد يفقد المصورون قيمتهم وطلبهم في سوق العمل.
9. الكاشير
من الوظائف التي تواجه خطر الاختفاء بفعل الذكاء الاصطناعي والأتمتة. فالكاشير هو المسؤول عن استقبال الدفع من العملاء وإصدار الفواتير والإيصالات وتسجيل المبيعات في نظام المحاسبة. ومع ظهور تقنيات مثل الدفع الإلكتروني والمحافظ الرقمية والماسحات الضوئية الذاتية، أصبحت مهام الكاشير أقل تعقيدًا وأسهل للأتمتة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يزيد من كفاءة ودقة عملية الدفع ويقلل من مخاطر السرقة والغش.
وفقًا لتقرير صادر عن منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، فإن نسبة 97% من وظائف الكاشير في 32 دولة مهددة بالأتمتة بحلول عام 2030. وفي بعض البلدان مثل كوريا الجنوبية واليابان، بدأت بعض المتاجر بتطبيق نظام الدفع بدون كاشير، حيث يمكن للعملاء مسح رمز QR على هواتفهم لإتمام عملية الشراء. كما تستخدم بعض المتاجر في أوروبا وأمريكا روبوتات تستطيع التعرف على المنتجات وحساب قيمتها وطباعة إيصال للعميل.
هذه التغيرات تؤثر على ملايين العاملين في قطاع التجزئة حول العالم، خاصة الشباب والنساء والأقل تعليمًا. لذلك، يجب على هؤلاء العاملين تطوير مهارات جديدة أو التحول إلى قطاعات أخرى أقل عرضة للأتمتة. كما يجب على صانعي السياسات وأصحاب المصلحة تقديم دعم مادي وتدريبي لهؤلاء العاملين لتسهيل انتقالهم إلى سوق عمل جديد.
9. المحامون
الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يقوم ببعض المهام القانونية بسرعة ودقة أكثر من البشر، مثل مراجعة العقود والوثائق وإجراء الأبحاث والتنبؤ بنتائج الدعاوى. ولكن هذا لا يعني أن المحامون سيختفون تماماً، بل سيحتاجون إلى تطوير مهاراتهم ومواكبة التغيرات التكنولوجية والاستفادة من الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة وليس بديلاً. فالذكاء الاصطناعي لا يمكنه أن يحل محل الإبداع والحكمة والأخلاق والتفاوض والتواصل الفعال مع العملاء والمحاكم، وهذه هي الجوانب التي تميز المحامي المحترف.
10. خدمة العملاء
من الوظائف التي تواجه خطر الاستبدال بالذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب. فالذكاء الاصطناعي يمكنه أن يتعلم من تفاعلات العملاء ويقدم لهم حلولاً سريعة ومناسبة دون الحاجة إلى موظف بشري. كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحدث بلغات مختلفة ويتعامل مع عدد كبير من العملاء في نفس الوقت. وهذا يوفر على الشركات تكاليف الأجور والتدريب والتقييم لموظفي خدمة العملاء. لذلك، يجب على موظفي خدمة العملاء أن يطوروا مهاراتهم ويتعلموا كيفية التعامل مع الذكاء الاصطناعي بشكل تكاملي وليس تنافسي. فهناك بعض المهام التي لا يزال الإنسان أفضل فيها من الآلة، مثل التعبير عن المشاعر والتفهم والإبداع والابتكار.