هل تؤثر ممارسة الرياضة ليلاً على صحتك؟
الجميع يعلم أهمية ممارسة التمارين الرياضية، وتأثيرها على جسم الإنسان، وعلى صحته. ولأن الرياضة وأهميتها موضوع شامل يحتمل الكثير من التفاصيل، فقد خضع لدراسات شتى من متخصصين في مجالات الصحة واللياقة البدنية والتغذية، وخرجوا بمئات، بل يمكن أن نقول بعشرات الآلاف من الدراسات والأبحاث التي تناولت الرياضة في أقسام وتخصصات متعددة.
وقبل أن نتناول تفاصيل مقال اليوم عن أهمية ممارسة الرياضة ليلا لبعض حالات الأمراض المزمنة، دعونا نتعرف في عجالة عن أهمية الرياضة بوجه عام.
أهمية ممارسة التمارين الرياضية
- تعمل التمارين الرياضية على إكساب الجسم قواما ممشوقا متسقا خاليا من العيوب.
- التمارين الرياضية تكسب الجسم اللياقة والقوة والأداء الحركي النشط والمميز.
- يكتسب الشخص الرياضي وجودا مشعا في المجتمع، ويساعده على إقامة علاقات اجتماعية ناجحة، فالرياضة خير وسيلة للشخص الاندماج في المجتمع، والتعود على التعاون ومساعدة الغير.
- تعمل ممارسة الرياضة على تقوية عضلة القلب والأوعية الدموية، مما ينعكس على صحة الجسم كله.
- تكسب ممارسة الرياضة الرئتين قدرات هائلة جديدة، واتساعا أكثر بكثير من رئة الشخص الغير رياضي، وتضاعف حجم الأكسجين المستغل في عمليات الشهيق والزفير، مما يعمل على توصيل الدم المؤكسج إلى سائر أعضاء الجسم بشكل كاف، وذلك يساعد على شفاء الجسم من العديد من الأمراض.
- تساعد ممارسة التمارين الرياضية على السيطرة على العديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسب الدهون الثلاثية في الدم، ونسبة الكوليسترول الضار في الجسم، وأيضا السيطرة على ارتفاع نسبة السكر من النوع الثاني في الدم.
والآن حان موعدنا لمعرفة سر ممارسة التمارين الرياضية ليلا ومدى تأثيره على المصابين بارتفاع نسبة السكر في الدم من النوع الثاني.
إجراء البحث الهام
تشير مجلة Diabetologia الطبية في أحد منشوراتها إلى أن الوقت المفضل لأداء التمارين الرياضية للراغبين في تنظيم مستويات السكر في الدم عادة ما يكون في فترة المساء، أي ما بين الساعة السادسة مساء ومنتصف الليل.
وقد وصلت المجلة الطبية إلى هذه النتائج بعد إجراء الباحثين التجارب على شريحة بلغ عددها 6700 شخصا تتراوح أعمارهم بين 45 عاما، 65 عاما، مؤشر الكتلة لديهم يزيد عن 27، وذلك بعد فحصهم وتحديد مستويات السكر لديهم مع سائر البيانات اللازمة عن حالتهم الصحية وقدراتهم البدنية.
وقد قام المشاركون بتعبئة استبيان فيه الكثير من التفاصيل عن أسلوب حياتهم ومواعيدهم المنتظمة في ممارسة الرياضة.
وقد أجرى المتسابقون عددا من الفحوصات مثل قياس مستويات السكر في الدم، وعمل أشعة رنين مغناطيسي لقياس دهون الكبد.
خضع المشاركون لمدة 4 أيام وليال لتسجيل مقاييس التسارع، ومراقبة معدل ضربات القلب، وتم تقسيمهم لثلاث فئات، لممارسة التمارين الرياضة في 3 أزمنة مختلفة: من الساعة 6 صباحا وحتى الساعة 12 ظهرا.
ومن الساعة 12 ظهرا وحتى السادسة مساء.
ومن السادسة مساء وحتى منتصف الليل. مع مراقبة العمليات الحيوية للجسم وقياس نسبة السكر في الدم.
نتائج الدراسة على 6700 شخصا
أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين مارسوا التمارين الرياضية من الظهر وحتى الساعة السادسة مساء قد انخفضت لديهم مقاومة الأنسولين بنسبة بلغت 18%، أما العينة التي مارست الرياضة في الفترة المسائية، أي من الساعة السادسة مساء وحتى منتصف الليل، فقد سجلت انخفاضا في مقاومة الأنسولين بنسبة 25%، بينما لم يتم تسجيل انخفاضا في مقاومة الأنسولين، أو في نسب الدهون حول الكبد في الشريحة التي مارست الرياضة في الفترة الصباحة.
وما زالت الدراسات مستمرة للوصول إلى نتائج أكثر دقة عن المواعيد الأكثر ملاءمة لممارسة الرياضة، من أجل التحكم بشكل أفضل في مستويات السكر في الدم.