كارثة الهدا: سقوط لعبة ملاهي في السعودية يتسبب بإصابات جماعية

في مشهد صادم هزّ منطقة الهدا السياحية بمحافظة الطائف، تحوّلت لحظات المتعة والإثارة إلى فاجعة حقيقية مساء الأربعاء، بعد سقوط مفاجئ لإحدى ألعاب الملاهي، ما أسفر عن إصابة 23 شخصاً بينهم عدد من الفتيات، وتوصيف ثلاث حالات منها بالخطيرة، وفقاً للبيانات الأولية الصادرة عن الجهات الرسمية.
تفاصيل الحادثة: لحظة تحول الفرح إلى مأساة
وقعت الحادثة في إحدى المدن الترفيهية المعروفة بمنطقة الهدا، وهي وجهة سياحية بارزة تشهد إقبالاً واسعاً من العائلات والمصطافين خلال مواسم الإجازات. وفي مساء الأربعاء، كانت اللعبة الترفيهية ـ التي تعتمد على الحركة الدورانية والارتفاع والانخفاض المفاجئ ـ تعمل بشكل طبيعي، حين فوجئ المتنزهون بسقوطها بشكل غير متوقع أثناء وجود ركاب على متنها، معظمهم من الفتيات.
وأكد شهود عيان أن الصراخ تملّك المكان في لحظات معدودة، حيث شوهد عدد من المصابين ممددين على الأرض في حالة ذهول وألم، بينما أسرع الحضور في استدعاء سيارات الإسعاف والجهات الأمنية.
استجابة فورية من الطوارئ
وعلى الفور، باشرت فرق الهلال الأحمر والدفاع المدني والشرطة الحادث، وتم نقل المصابين إلى عدد من المستشفيات القريبة، وسط استنفار طبي لتقديم العناية اللازمة. وقد تفاوتت الإصابات ما بين كسور وكدمات وجروح قطعية، فيما أكدت الجهات الصحية أن ثلاث حالات ما زالت تحت العناية المركزة.
وقال مصدر طبي في مستشفى الملك فيصل بالطائف إن “الإصابات تتراوح بين خفيفة إلى حرجة، وهناك فتيات خضعن لعمليات جراحية عاجلة بسبب الكسور في العمود الفقري والحوض، وهن الآن تحت الملاحظة الدقيقة”.
روايات أسر الضحايا: إهمال كاد يقتل بناتنا
وفي حديث خاص، أفاد أحد أقرباء المصابات أن اثنتين من بناته تعرضتا لإصابات بليغة. وقال: “ما حدث ليس حادثًا عادياً، بل نتيجة إهمال واضح في صيانة اللعبة، لقد سلمنا أبناءنا للترفيه، فعادوا لنا على الأسرة البيضاء”.
وطالب عدد من ذوي المصابين بفتح تحقيق شفاف ومحاسبة المتسببين في هذا الحادث الذي كاد يودي بحياة أبنائهم، متسائلين عن مدى خضوع الألعاب الترفيهية للرقابة الفنية والدورية، خاصة في موسم يشهد ازدحاماً كبيراً.
تحقيقات عاجلة وتحفظ على موقع الحادث
من جانبها، أعلنت الجهات المختصة بدء تحقيق فوري وشامل في ملابسات الحادث، مع إغلاق اللعبة المتسببة وتحفظ كامل على الموقع إلى حين انتهاء التحقيقات. كما تم توجيه فرق فنية لفحص جميع الألعاب الأخرى في نفس المدينة الترفيهية.
وأشار مصدر مطلع إلى أن المعاينة الأولية رجحت وجود خلل في نظام التثبيت الميكانيكي للعبة، ما أدى إلى انفلاتها أثناء التشغيل، مؤكدًا أن التحقيق سيشمل أيضاً الشركة المشغلة وفريق الصيانة.
تحذير مجتمعي ودعوات للتشديد الرقابي
أثار الحادث موجة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب نشطاء بضرورة رفع معايير السلامة والتفتيش الدوري على مدن الألعاب، وتفعيل العقوبات الرادعة بحق أي منشأة تستهتر بأرواح الزوّار.
وغرّد أحد المستخدمين قائلاً: “لسنا بحاجة لحوادث كي نُدرك أهمية الصيانة. الترفيه يجب أن يكون آمناً قبل أن يكون ممتعاً”.
هل ننتظر الحادثة التالية؟
تطرح هذه الحادثة المأساوية تساؤلات عديدة حول مدى التزام المدن الترفيهية بمعايير السلامة في المملكة، خاصة في ظل ما تشهده من توسع وانتشار متسارع. ومع تزايد الإقبال على مثل هذه الأنشطة، يبدو أن الحاجة باتت ماسة لمراجعة أنظمة الرقابة، وتطبيق معايير صارمة في اختيار وتشغيل الألعاب، حفاظاً على أرواح الأبرياء.
ويبقى الأمل معقوداً على نتائج التحقيقات الجارية، في أن تُعيد ترتيب أولويات السلامة في قطاع الترفيه، وتمنع تكرار مثل هذه الكوارث المؤلمة التي تخلف وراءها جراحاً لا تندمل بسهولة.